الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

تقرير عن فن الرقش العربي

الفن الإسلامي
                          سجى العلي
شخصية الفن الإسلامي

العناصر الزخرفية الإسلامية

       تمتاز منطقة الحضارة العربية التي تمتد من المحيط إلى الخليج بأن لدى شعوبها فلسفة روحية خاصة تختلف عن فلسفة الاغريق والرومان وتنعكس على فنونهم فتطبعها بطابع خاص مميز.

       فلما افلح المسلمون في توحيد هذه المنطقة وتخليصها من الاستعمار الساساني والروماني أحست هذه الأقاليم أول مرة في تاريخها الطويل بأنها تكون وحدة حضارية متكاملة ، وأصبحت هذه الحضارة التي تبلورت في ظل الإسلام تسمى حضارية متكاملة . وظلت مزدهرة ت تشع بنورها في العالم وتنير ظلماته إلى أن حاول الصليبيون القضاء عليها أيام صلاح الدين فالاتراك في القرن السادس عشر.

      إن للشرق فلسفته الخاصة التي تنظر إلى الأسنان على انه جزء من هذا الكون الواسع ، وهي تختلف تماما عن النظرة الغربية التي تنظر إليه على إنه محور هذا الوجود فكان الفنان الشرقي ينظر غالبا إلى الإنسان والحيوان والنبات كعناصر فنية يحورها ويتسقها بحيث تعبر عن أفكار وأحاسيسه وتحقق الغرض الفني الذي يقصده دون النظر إلى أشكالها الطبيعية ، وال أمثلة التي تؤكد هذا كثيرة في فنون العراق وسوريا ومصر مما يستطيع أن يميزه بسهولة ويسر .

شخصية الفن الإسلامي :-

      كانت أول مظاهر الشخصية الإسلامية تأكيد الفلسفة الشرقية من أن الإنسان جزء من هذا الكون الواسع وأن القدرة الإلهية المسيطرة على هذا الوجد .وتبلورت شخصية الفن الإسلامي وإرادته الجديدة في ظواهر هامة تمت بطريقة تلقائية داخل إطار الفلسفة الشرقية العامة .


.
     ب- التقشف :
     دعت العقيدة الإسلامية إلى البعد عن مظاهر الترف فاتجهت جهود المسلمين إلى البناء والعمل والبعد عن الفخامة باعتبار كل ذلك عرضا زائلا فاستعمل الفنانون العرب خامات رخيصة كالجص والخشب والصلصال في أعمالهم الفنية ولكنهم استطاعوا إغناءها بما أضافوه عليها من زخارف دقيقة رائعة ومن ابتكارات صناعية أعطت الخامة الرخيصة مظهرا فخما جديدا مما يمكن أن يعبر عنه بالخامة المبدلة ، أي تحويل الخامات الرخيصة إلى عمل فني عظيم القيمة .
http://faculty.ksu.edu.sa/mhnd/Documents/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%AE%D8%B1%D9%81%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9_files/image001.jpg
      وكان في استطاعة بعض الخلفاء أن يعملوا الذهب والفضة والأحجار الكريمة في تزيين أهم مكان بالمسجد والقبلة ولكنهم استعاضوا عن ذلك بالتصميمات الزخرفية والنقوش التي جعلت من المحراب قبلة رائعة تنسجم مع ما للإسلام من روعة وبساطة .

      ج-الاهتمام بزخرفة السطوح وشغل الفراغ
http://faculty.ksu.edu.sa/mhnd/Documents/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%AE%D8%B1%D9%81%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9_files/image002.jpg
      اهتم الفنان العربي اهتماما كبيرا بزخرفة سطوح الأشياء سواء كان ذلك في العمائر أم الأواني أم التماثيل بحيث كان لا يترك فراغا من غير زخرفة .
      فكان عندما يبتكر إناء أو تحفة حتى ولو كانت على شكل حيوان أو طائر يغطي سطحها بالزخارف التي كانت تسلبها مظهرها الطبيعي سلبا معنويا ، بينما كانت تكسبها سحرا ورشاقة لا نظير لها .

العناصر الزخرفية الإسلامية :-
     اعتمد الفنان العربي في تجميل منتجاته الفنية وزخرفتها على العناصر الخطية والنباتية والهندسية والأشكال الآدمية والحيوانية عن طريق حساسيته الفطرية ..وحقق في هذه الأعمال الرشاقة والاتزان .

      أ-الزخرفة الخطية :
http://faculty.ksu.edu.sa/mhnd/Documents/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%AE%D8%B1%D9%81%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9_files/image003.jpghttp://faculty.ksu.edu.sa/mhnd/Documents/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%AE%D8%B1%D9%81%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9_files/image004.jpg
ادخل الفنان العربي الحروف العربية كعنصر رئيسي من عناصر الزخرفة ولا شك أن استعمال الكتابة في أول الأمر على المنتجات الفنية كان وسيلة من وسائل الحمد والشكر لله ، على إن الفنان استغل هذا العنصر استغلالا جماليا رائعا ويلاحظ أن استعمال الآيات القرآنية لتزيين المساجد يقابله استعمال الصور المستمدة من آيات الإنجيل وحياة السيد المسيحفي تزيين الكنائس.
واصبح من مسؤولية الفنان العربي العناية بالخط وتطويعه للاستعمال الجمالي فظهرت ألوان مختلفة من الخطوط منها الخط الكوفي وهو خط يمتاز بزواياه القائمة وخطوطه المستقيمة ثم أضيف إلى نهايته زخارف نباتية وأصبح يسمى الخط النسخ وهو خط لين استعمل في أول الأمر في كتابة المخطوطات ثم عن استعماله في المباني ابتداء من القرن الثاني عشر الميلادي كما استعمل في زخارف التحف المختلفة كالحشوات وبلاطات القيشاني والنسيج .
     
ب- الزخارف النباتية:
يعتبر ميدان الزخارف النباتية من الميادين الهامة التي جال فيها الفنان العربي حيث ابتكر أشكالا نباتية مختلفة خرج بها على الأشكال الطبيعية كعادته المألوفة في التجريد والبعد عنالطبيعة .وهاك نوع من الزخارف النباتية يطلق عليها ( الأرابسك ) يتكون من خطوط منحنية مستديرة أو مختلفة يتصل بعضها ببعض فتكون أشكالا حدودها منحنية ، وقد يتكونبينها فروع وزهور ، وبالرغم من بعد هذه الزخارف عن الطبيعة فإننا لا ستطيع أن نعتبرها زخارف هندسية وقد شاع استعمال هذه الضرب من الزخارف أبتدأ من لقرن التاسعالميلادي في العمائر والتحف وقد وصلت إلى غايتها في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي
وقد انتشر ضرب آخر من الزخارف النباتية يتكون من سيقان نباتية وزهور ووريقات وكان غيران اكبر البلاد اهتماما بهذا النوع من الزخرفة ثم انتقل هذا النوع من الزخرفة بعد ذلك إلى مصر وسوريا في عصر المماليك .

      ج- الزخارف الهندسية  :
http://faculty.ksu.edu.sa/mhnd/Documents/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%AE%D8%B1%D9%81%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9_files/image005.jpghttp://faculty.ksu.edu.sa/mhnd/Documents/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%AE%D8%B1%D9%81%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9_files/image006.jpghttp://faculty.ksu.edu.sa/mhnd/Documents/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%AE%D8%B1%D9%81%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9_files/image007.jpg
تعتبر الزخارف الهندسية عنصرا أساسيا من عناصر الزخرفة الإسلامية ومنذ العصر الأموي اتجه الفنان العربي إلى الزخارف الهندسية واستعملها استعمالا ابتكاريا لم يظهر في حضارة من الحضارات وثم شاع استعمال الزخارف الهندسية في العمائر والمخطوطات والتحف المختلفة سواء من الجص أو الخزف أم النسيج أم المعادن أم الرخام إلى آخره وكان الأساس الذي أتي عليه الفنان العربي وزخارفه الهندسية هو الأشكال البسيطة كالمستقيمات والمربعات والمثلثات والدوائر المتماسة والمقاطعة والأشكال السداسية والثمانية والأشكال المتفرعة من كل ذلك .
والزخارف الهندسية تنقل للرائي إحساس بالسكون كما يبدو فيها في بعض الأحيان إحساس بالحركة نتيجة في استعمال الخامات المختلفة الألوان وتبادل الظل والنور على الأجزاء الغائرة والبارزة في الزخارف .
      د- الأشكال الآدمية والحيوانية :
قلنا إن الفنان العربي لم يهتم بالتعبير عن الأشكال الآدمية والحيوانية تعبيرا مقصودا به ذات الإنسان والحيوان ولكنه استخدم هذه العناصر كوحدات زخرفية بحتة لها قيمتها الفنية وهو لم يكلف بذلك بل يحول له إن يركب منها أشكالا خرافية كالأفراس والطيور ذات الوجه الآدمي .
ومما هو جدير بالذكر إن الفنان العربي استخدم في زخارفه مزيجا رائعا من الزخارف الخطية والزخارف المختلفة والزخارف الهندسية والزخارف النباتية ونجح نجاحا فائقا في تجميع هذهالعناصر المختلفة في أعماله الفنية بحيث حقق قيمة فائقة الحد من الجمال كما حقق تنوعا في القيم الخطية وما تحدثه هذه الزخارف من ظلال مما ينبغي للطالب التعرف عليهبالممارسة والرؤية الموازنة بفنون الحضارات الأخرى .

التصوير :
يختلف التصوير الإسلامي عن التصوير المعاصر الذي يتميز بخصائص واضحة من حيث الخامات واستعمالها وطريقة الأداء والموضوعات ... ويتحقق في فن التصوير الإسلامي مثاليةالفن الإسلامي كاملة فالصور ذات ألوان مضيئة والأشكال الآدمية والحيوانية مرسومة من غير تجسيد والأشجار والجبال والمنازل وما إلى ذلك منسقة ومبسطة من حيث الشكل العاموتزخر بالزخارف النباتية والهندسية وهذا الأسلوب بكسب الصورة الأناقة والجمال والخيال الساحر الذي لا نظير له ولفن التصوير الإسلامي مجالات كثيرة منها :
       أ- التصوير الجداري : 
تزخر كتب المؤرخين بأحاديث عن الصور الجدارية التي كانت تزين القصور والحمامات في جميع العصور الإسلامية على إن الأمثلة الموجودة الآن للتصوير الجداري الإسلامي قليلة بالنسبة للصور الجدارية التي تجدها في الفنون الأوروبية .
وفي جميع الصور الجدارية الإسلامية نجد أن الفنان لم يراع دقة تمثيل المظهر الطبيعية وهي لهذه الأسباب تعبير صورا زخرفية أكثر منها توضيحية بموازنة هذه الصور بالصور الحائطية ( الفرسك ) التي نفذت في أوروبا في عصر النهضة نشر بفارق الأسلوبين ففي عصر النهضة كان الفنان يهتم بالمظهر الطبيعية للأشكال بحيث تبدو وكأنها انتزعت من الطبيعة انتزاعا . ومن أمثلة الصور الجدارية الإسلامية ما عثر علية في قصر عمر في بادية الشام ( العصر الأموي ) وفي فصر الخير الغربي الذي بناه هشام بن عبدالملك وفي قصر الجوسق الخاقاني بسامرا وفي الحمامات الفاطمية بالقاهرة وكانت هذه الصور تعبر عن موضوعات مختلفة تناولت الأشكال الآدمية في تكوينات زخرفية بديعة .
    





 ب- صور الفسيفساء :
http://faculty.ksu.edu.sa/mhnd/Documents/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%AE%D8%B1%D9%81%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9_files/image008.jpg
عثر في المسجد الأموي بدمشق على مجموعة من صور الفسيفساء تمثل المناظر الطبيعية لمدينة دمشق فالأشجار والمباني ونهر بردى منفذة بأسلوب زخرفي بسيط وألوانه ساطعة وقد لوحظ أن هذه خالية من الأشكال الآدمية والحيوانية بينما نجح الفنان في توزيع كتل المباني بأحجامها المختلفة بحيث وصل إلى تحقيق التوازن الفني في الصور .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق